السبت، 31 مارس 2012

التحول من الحكمة إلى الدوجما


فى البداية أنوه القارئ بإطلاق الخيال ، والتحرر والتجرد من الخبرات المكتسبة عن المجتمع...

 تتبعت المسار التاريخى للأديان بداية من تعدد الآلهة فى الحضارات القديمة الأنثوية .. إلى فكرة التوحيد والمطلق بداية من اليهودية محاولاً معرفة جذور الحرب من أجل المقدس وفرض المعتقد .. الحروب التى بدأت مع ظهور الأديان السماوية وتجلت بوضوح ..
حروب الرب يهوه .. مذابح المسيحة لإعلاء الصليب .. الغزوات الإسلامية لنشر الدين القويم ..


* لنتتبع معاً جذور التحول من الحكمة إلى الدوجما :
كانت عشتار أول مقدس .. قدست باعتبارها أصل ومنبع الحياة ، وواهبة كل شئ فى حضارتى سومر وبابل ..
وفى مصر كانت إيزيس الأم العظمى .. رمز القوة الخالقة الخفية التى أوجدت الأرض وكل ما عليها من الكائنات الحية .. وأوجدت ذلك الحنو الأموى الذى يحيط بالحياة الجديدة حتى يتم نموها مهما كلفها من جهد وعناء .. 
وكانت ترمز فى مصر كما كانت ترمز كالى وإستير وسيبيل فى آسية .. كما ترمز دمتر فى بلاد اليونان وسيريز فى روما .. كما ترمز هذه كلها إلى ما للعنصر النسوى من أسبقيته وأفضليته .
إذ يمكننا أن نلحظ بأنها كانت جميعها مجتمعات أنثوية .. تقدس المرأة باعتبارها أصل الكون ومنبع الحكمة .

* منعطف التحول :
كانت  التوراة منعطفاً كبيراً نحو تدمير الأنثى .. حيث كانت أول نص يجعل من الذكر أصل الحياة .. ونرى ذلك متجلياً بوضوح فى سفر التكوين ، 
حواء استلت من آدم .. ثم بعد ذلك أغوته مع الحية التى هى رمز الأنثى فى الحضارات القديمة وأخرجته من جنة عدن .. 

* المسيحية ومحاولة تصحيح المسار :
جاءت المسيحية محاولةً لإحياء فكرة الأنثى المقدسة .. فالسيد المسيح أتى من أنثى مقدسة (مريم العذراء) .. التى تلد بدون جماع .. جاءت المسيحية لتعيد البشرية إلى رشدها .. بإحياء فكرة الأصول النسوية للكون .. وإيجاد الإله من امرأة عذراء .

* الإسلام والقضاء على الأنثى :
أتى الإسلام وقضى على أى محاولة لعودة الأنثى إلى عرشها .. وتبنى فكرة الإله والمجتمع الذكورى ..  وأحيا الفكرة التى بدأتها اليهودية .. 

* والسؤال : ما علاقة كل ما ورد فى المقال بالعنوان ؟ 
ج/ فى رأيى أن التحول الذكورى للمجتمعات بداية من اليهودية وما سبقها بقليل أدى إلى ظهور الديانات الذكورية الدوجماطيقية .. وفقاً لطبيعة المجتمعات .. المجتمعات الذكورية تنتج بالضرورة ديانان ذكورية دوجماطيقية .. متوهمة بامتلاك الحقيقة المطلقة .. تمارس العنف .. عدوانية .. أنها طبيعة الرجل . 

المصادر :
بعض من أجزاء "قصة الحضارة" لـ "ول ديورانت"